سوء التعامل مع الأدلة المادية أو فقدانها
May 30, 2025 | 0 minutes read
إن معظم ضباط إنفاذ القانون الذين يقومون بمهام التحقيق دقيقون ومجتهدون وجيدون فيما يقومون به. ومع ذلك، حتى أفضل المحققين يرتكبون الأخطاء من وقت لآخر. فالكلمات تُخطئ في كتابة الكلمات في التقارير، والسيارات تتحطم عن طريق الخطأ، والأدلة المادية يساء التعامل معها أو تضيع في بعض الأحيان. عندما تُفقد الأدلة، قد يشعر الضابط المحقق بأنه ارتكب خطأً ينهي القضية أو أسوأ من ذلك، خطأً ينهي حياته المهنية.
خلال مثل هذه الأوقات، فإن أهم شيء يمكن أن يفعله الضابط هو أن يكون صادقًا وصريحًا تمامًا بشأن الموقف. يجب على ضباط إنفاذ القانون أن يكونوا صادقين في جميع الأوقات حتى لا يمكن التشكيك في صحة تقاريرهم المكتوبة وشهادتهم في المحكمة. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله الضابط لجعل الموقف أسوأ هو الكذب بشأن ما حدث. نلقي هنا نظرة على بعض أفضل الممارسات التي يجب اتباعها عند إساءة التعامل مع الأدلة أو فقدانها وكيف يمكن تجنب حالات سوء التعامل مع الأدلة أو فقدانها في المستقبل.
الخطوات الأولى
بمجرد أن يدرك ضابط التحقيق أن الدليل قد أسيء التعامل معه أو فُقد، يجب إجراء عدة إخطارات على الفور. يجب تقديم أول هذه الإخطارات إلى المشرف المباشر للضابط. ويوصى دائمًا بأن يتم تقديم هذه الإخطارات كتابيًا لتجنب حدوث تضارب في المستقبل حول ما قيل واتفق عليه. يجب على الضابط أيضًا إخطار محامي الادعاء في القضية ومناقشة هذا المحامي حول التأثير الذي قد يكون للأدلة التي أسيء التعامل معها أو المفقودة على القضية. من الحكمة أيضًا في هذا الوقت إخطار الشخص المسؤول عن النظام العام لإدارة الأدلة في القسم أو الوكالة. سيتعين كتابة تقرير يوثق سوء التعامل مع الأدلة أو فقدانها، وسيتعين وضع ملاحظات أو تحديثات في نظام تتبع الأدلة الخاص بالقسم أو الوكالة. تذكر دائمًا: أهم شيء يمكن للضابط القيام به في هذه الحالة هو أن يكون صادقًا تمامًا وكاملًا مع جميع المعنيين.
المضي قدمًا
بمجرد إبلاغ جميع الأطراف المعنية بسوء التعامل مع الأدلة أو فقدانها، من المهم تقييم وتقدير أفضل مسار عمل يمكن اتخاذه فيما يتعلق بالقضية التي يتم التحقيق فيها. هل اعترف المشتبه به بارتكاب الجريمة؟ هل هناك أدلة رقمية في القضية تم جمعها قد تخفف من الأضرار التي لحقت بالقضية بسبب سوء التعامل مع الأدلة المادية أو فقدانها؟ قد لا يضيع كل الأمل في نجاح الملاحقة القضائية بعد كل شيء. هل هناك خطوات تحقيق إضافية يمكن لضابط التحقيق اتخاذها في القضية؟ هل هناك المزيد من الشهود الذين يجب استجوابهم أو المزيد من الأدلة التي يجب جمعها؟
يجب ألا يتخلى ضابط التحقيق عن قضيته بسبب هذا الخطأ الوحيد. من المهم أيضًا ملاحظة أن سوء التعامل مع الأدلة أو فقدانها لا ينعكس على كفاءة الضابط أو قدرته على أداء واجباته. الجميع يرتكب الأخطاء من وقت لآخر، وهذا يشمل حتى أفضل المحققين وأكثرهم تفانيًا في العمل.
كيفية تجنب سوء التعامل مع الأدلة المادية أو فقدانها
في حين أنه لا توجد طريقة مثالية لإدارة الأدلة وسترتكب أخطاء في بعض الأحيان، إلا أن هناك خطوات يمكن لإدارات أو وكالات إنفاذ القانون اتخاذها لضمان تقليل مثل هذه الحوادث إلى الحد الأدنى.
أولًا وقبل كل شيء، فإن وجود ضابط أو موظف مدني مخصص فقط لإدارة الأدلة وتتبع الأدلة سيقلل إلى حد كبير من فرص إساءة التعامل مع الأدلة أو فقدانها. سيكون هذا الضابط أو الموظف المدني في وضع أفضل بكثير لإدارة الأدلة من موظف آخر قد يتم تكليفه بإدارة الأدلة كواجب جانبي وقد يقوم بذلك على مضض. قد يكون من المنطقي أيضًا أن تقوم الإدارة أو الوكالات بفحص نظام إدارة الأدلة الحالي وإعادة تقييم فعاليته وموثوقيته. هل تتضمن طريقة إدارة الأدلة المستخدمة نظام الرمز الشريطي للأدلة؟ هل يتم تدريب الموظفين بشكل صحيح على استخدام هذا النظام؟ كيف تقوم الإدارة أو الوكالة بتخزين الأدلة الإلكترونية؟ هل يتم الاحتفاظ بالمرافق المستخدمة لتخزين الأدلة في درجات الحرارة الصحيحة للحفاظ على الأدلة وهل الأقفال وأنظمة الإنذار لهذه المرافق في حالة عمل سليمة؟ سيكون لأخذ هذه الأسئلة في الحسبان وإجراء تقييم حقيقي لنظام إدارة الأدلة الحالي تأثير مهم ودائم في تجنب سوء التعامل مع الأدلة أو فقدانها.
وفي حين أنه لا يمكن حساب جميع حالات الضياع وسوء التعامل، فإن نظام إدارة الأدلة الذي يستخدم معايير نظام معلومات العدالة الجنائية على المستوى التفاعلي يسمح للوكالات بإنشاء إطار عمل داخل نظامها وسياستها يقلل من حدوث هذه الأحداث. إذا لم تستخدم وكالتك مثل هذا النظام، سواء كان ذلك بالنسبة للأدلة المادية أو الرقمية، فقد تكون وكالتك أسوأ عدو لنفسها، وتهيئ موظفيك للفشل قبل أن يؤدوا واجباتهم.
الاستنتاجات
إن إساءة التعامل مع الأدلة المادية أو فقدانها أمر كبير ولا يجب الاستخفاف به. ومع ذلك، فإن سوء التعامل مع الأدلة أو فقدانها لا يجب أن يكون له تأثير كارثي على قضية أو مهنة ضابط إنفاذ القانون. عندما يُساء التعامل مع الأدلة أو تُفقد، فإن أهم شيء يمكن لضابط إنفاذ القانون القيام به هو أن يظل صادقًا تمامًا مع جميع المعنيين بالقضية.
وينبغي إخطار المشرفين ومحامي الادعاء كتابةً على الفور، وينبغي إجراء تقييم للقضية لتحديد ما إذا كانت القضية لا تزال قابلة للمقاضاة. يمكن لإدارات ووكالات إنفاذ القانون أن تتعلم الكثير من الحالات التي تنطوي على سوء التعامل مع الأدلة المادية أو فقدانها. وبعد حدوث هذه الحالات، يجب على إدارات ووكالات إنفاذ القانون تقييم وتقدير فعالية نظام إدارة الأدلة لديها والنظر في إجراء أي تغييرات أو تحديثات مناسبة لهذا النظام. إن اتخاذ خطوات إيجابية لضمان فعالية جميع الأنظمة وتدريب جميع الموظفين بشكل صحيح هو أفضل طريقة يمكن لإدارات ووكالات إنفاذ القانون أن تقلل من احتمال سوء التعامل مع الأدلة المادية أو فقدانها.